الدرس الأصعب فى الأزمات

 
نشر بالأهرام الأثنين 27 مايو 2024
ميزة الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه لا ينتظر حدوث الأزمة ثم يتحرك للمعالجة، لكنه يعمل من أجل مبدأ الوقاية أولا، واستباق الأزمات بعدة خطوات، وهو المفهوم الذي ظل غائبا لفترات طويلة عن الدولة المصرية، حيث كانت تسير الأمور بمنطق المعالجة البصرية بعد أن تتفجر المشكلات والأزمات، ثم تأتي المعالجة لهذه المشكلات أو تلك.
المشكلة أنه أثناء علاج تلك المشكلات... كان هذا العلاج يستغرق سنوات، وهو ما يؤدي إلي ضياع أثر العلاج قبل دخوله حيز التنفيذ، وهكذا كانت الأمور تسير بالمسكنات.
دار كل هذا بذهني وأنا جالس بين المتابعين في قاعة المنارة أول أمس السبت خلال مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء افتتاح عدة مشروعات تنموية في الجنوب، حينما تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي كيفية مواجهة الأزمات قبل وقوعها، وأنه يجب ألا تكون هناك أزمة لكي نتحدث عن حلول تلك الأزمات والمشكلات.
الرئيس هنا كان يتحدث عن كيفية معالجة أزمة مياه الري في مصر، ومشكلات نقص هذه المياه، نتيجة زيادة عدد السكان بنحو 25 مليون نسمة خلال فترة لا تتجاوز 12 عاما، وهو تقريبا ما يوازي عدد سكان بعض الدول وربما أكثر.
من هنا كان تحرك الرئيس لمواجهة تلك الأزمة قبل تفاقمها خاصة أن هذه الزيادة السكانية الرهيبة تتطلب إضافة مساحات إضافية للرقعة الزراعية لتوفير الحد الأدني والآمن للأمن الغذائي.
ما حدث خلال السنوات العشر الماضية يعتبر معجزة «مائية حقيقية» لكنه يحتاج إلي استكمال وجهد هائل خلال الفترة المقبلة.
ضرب الرئيس نموذجا عمليا بذلك، وما تم افتتاحه من محطات رفع عملاقة تكفي لري ما يقرب من نصف مليون فدان بنظم الري الحديثة، مطالبا بالاستفادة من هذه النظم الحديثة في كل الأراضي المصرية من أجل تحقيق هدفين أساسيين:
الأول: يتعلق بالقدرة علي مواجهة أية أزمات (لا قدر الله) في هذا الصدد.
الثاني: يتعلق ببند إيجابي يتعلق بالتوسع في مجال استصلاح واستزراع الأراضي، وتحقيق رؤية الرئيس في هذا الصدد لاستصلاح 4 ملايين فدان.

حلم استصلاح 4 ملايين فدان لم يعد حلما، لكنه تحول إلي حقيقة، وكل المؤشرات تشير الآن إلي أنه تم استصلاح نحو مليوني فدان، وهناك خطة موضوعة يتم إنجازها بكل دقة وبمتابعة شخصية من الرئيس، وكان من بين هذه المساحات ما يقرب من نصف مليون فدان في توشكي بعد أن كان المستصلح فيها نحو 4 آلاف فدان فقط لا غير.

وللحديث بقية

Back to Top