إغراءات المال «ولكن»
نشر بالأهرام الأثنين 3 يونيو 2024
صحيح أن مقاطعة السلع الداعمة للاحتلال الإسرائيلى ليست إجبارية، ومخالفتها ليست مخالفة قانونية، لكن أن يقع نجوم كبار فى «فخ» مساندة هذه السلع، والترويج لها إعلانيا، فهذا أمر غير مستساغ، خاصة أن هؤلاء النجوم الكبار ليسوا فى حاجة إلى المال، وأنهم لديهم ما يكفيهم وأحفاد أحفادهم.
على الجانب المقابل، فهناك نجوم آخرون رفضوا إغراءات المال، ورفضوا الظهور فى إعلانات تلك الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلى رغم أنهم ليسوا فى المستوى المادى لهؤلاء النجوم المشاركين فى الترويج لتلك المنتجات.
إذا القصة ليست فى الحاجة إلى المال من عدمه، لكنها قصة قناعات، وقصة وعي، كما تفعل تلك الشركات حينما ترقص على أشلاء جثث الأطفال والنساء فى الأراضى المحتلة، وتدعم دولة الاحتلال بالمال فى حربها الدموية والمجنونة ضد المدنيين فى غزة وكل أنحاء الأراضى الفلسطينية.
تذكرت كل هذا بمناسبة التقرير الرائع الذى أعده موقع «الموقع» ورئيس تحريره الشاب النابه والمتميز محسن سميكة عن إعلان بيبسى الجديد، ورصد فيه موقف عدد من النجوم فى مجال الرياضة والفن ممن خضعوا لإغراءات المال، وشاركوا فى هذا الإعلان يتقدمهم للأسف النجم المحبوب محمد صلاح، ومن الفنانين عمرو دياب، وأحمد السقا، وكريم محمود عبدالعزيز، ونوال الزغبى وآخرون.
التقرير رصد حالة الغضب المتصاعدة على وسائل التواصل الاجتماعى ضد هؤلاء النجوم والمشاهير الذين شاركوا فى إعلان بيبسى الاستفزازى «خليك عطشان» فى الوقت الذى انتشرت فيه مشاهد حرق الفلسطينيين فى مخيمات رفح فى مشاهد مأساوية لا تقل بشاعة عن حرق اليهود فى أفران الغاز، وربما تفوقها بشاعة وعدوانية ضمن جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى رغم قرارات محكمة العدل الدولية، وقرارات مجلس الأمن بضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على رفح، وعلى كل أنحاء قطاع غزة.
رصد التقرير أيضا مواقف عدد من النجوم الذين رفضوا المشاركة فى هذا الإعلان الاستفزازى وعلى رأسهم مغنى الراب الشاب «ويجز» ومعه أيضا الفنان أحمد مكي، والفنانة دنيا سمير غانم.
هؤلاء النجوم كانوا محل احتفاء وتقدير على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن رفضوا الملايين مقابل الحفاظ على إنسانيتهم وضمائرهم الحية.
كل الشكر والتقدير لمن حافظوا على إنسانيتهم، وكل العتاب لمن وقعوا فى فخ الإغراءات المالية حتى لو كان ذلك بحسن نية وعدم وعى.