رأسا الغول والريفى


نشر بالأهرام الأحد 4 أغسطس 2024

ماذا عن الغول والريفي؟!... ذلك هو السؤال الكاشف والفاضح لأيديولوجية دولة الاحتلال الإسرائيلى منذ نشأتها حتى الآن ومستقبلا.

اغتالوا إسماعيل هنية فى طهران وقبله فؤاد شكر فى جنوب لبنان، بدعاوى كاذبة وواهية، ولكن ماذا عن اغتيال الصحفيين إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة، ورامى الريفى المصور الصحفى الذى كان مصاحبا له بعد استهدافهما بصاروخ من طائرة إسرائيلية فى مخيم الشاطئ.

هل كان إسماعيل الغول ومرافقه رامى الريفى يحملان صواريخ مضادة للطائرات، وتم قصفهما فى موقع عمليات؟!

للأسف الشديد استجاب الغول والريفى لتوجيهات جيش الاحتلال الإسرائيلى وتركا المكان الذى كانا فيه لتغطية ردات الفعل على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، وبعد أن غادرا المكان طاردتهما طائرة وأطلقت صاروخا على سيارتهما المدنية المعلق عليها «بادجات» الصحافة ليتحولا إلى أشلاء وتنفصل رأس إسماعيل الغول، وتخرج أحشاء رامى الريفي.

ذلك هو الوجه الحقيقى للكيان الإسرائيلى منذ 76 عاما وحتى الآن، حيث ارتكب آلاف المذابح ضد المدنيين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، كما ارتكب جريمته الكبرى فى قصف مدرسة بحر البقر فى محافظة الشرقية فى صباح الثامن من أبريل عام 1970 ليقتل 30 طفلا ويصيب 50 آخرين، ويتم تدمير مبنى المدرسة بالكامل فى محاولة فاشلة لإرهاب الشعب المصرى عن الدفاع عن أراضيه المحتلة فى عام 1967.

القتل والاغتيال، والكراهية، والوحشية، أسلوب حياة لإسرائيل وقادتها، ولأنه أسلوب حياة فهم لا يعرفون غيره، وللأسف يجدون من يبرر لهم، ويدافع عنهم، ويردد أكاذيبهم.

أكثر من 160 صحفيا تم قتلهم منذ العدوان الإسرائيلى على غزة، وهو العدد الأكبر للصحفيين فى تاريخ الحروب الحديثة والقديمة على السواء ومنذ أن ظهرت مهنة الصحافة، وأصبحت جزءا مهما واساسيا فى تغطية أحداث الحروب، فى إطار ضوابط دولية صارمة بحماية حق الصحفيين فى العمل، وعدم التعرض لهم.

لم نسمع صوتا للرئيس الأمريكى بايدن، ووزير خارجيته بلينكن، ولم نسمع صوتا للجان حقوق الإنسان الأمريكية أو الغربية، باستثناء بعض الأصوات الفردية التى تاهت فى الزحام.

دموية دولة الاحتلال وعدوانية قادتها جعلتهم يكررون أخطاءهم غير مستفيدين من فشل كل التجارب السابقة وعلى مدى 76 عاما منذ قيام دولتهم غير مدركين من أنه لاحل إلا بإقرار الحقوق والالتزام بالسلام العادل والشامل مهما كان الثمن والوقت.

Back to Top