تقبيل وحرق المصحف
نشر بالأهرام الثلاثاء 27 أغسطس 2024
ما بين تقبيل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين المصحف الشريف فى أثناء زيارته الأخيرة لجمهورية الشيشان، وما بين حرق المصحف فى مساجد غزة من النازيين الجدد فى إسرائيل، تظهر ملامح وأبعاد الأزمة التى يواجهها العالمان العربى والإسلامي
دائما كانت روسيا هى الحلف الأقرب للعرب والمسلمين فهى على الدوام فى أثناء الاتحاد السوفيتى وبعده تقر بالحقوق العربية المشروعة، وتساند العرب فى مواقفهم المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وكان لها موقف مشرف بعد حرب 1967 حينما أمدت مصر بالأسلحة والمعدات اللازمة التى خاضت بها حرب أكتوبر المجيدة التى كسرت الهيمنة الإسرائيلية، وأجبرت إسرائيل على التراجع، والاستجابة لنداء السلام بعد ذلك.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ظلت روسيا على مواقفها المؤيدة للحق العربى، وحل الدولتين، والمساندة للمواقف العربية فى مجلس الأمن بعكس الموقف الأمريكى المناهض للحقوق العربية، والمؤيد دائما لإسرائيل، والداعم لها بالسلاح، والعتاد والمال، والمواقف السياسية، والحامى لها من الملاحقات الدولية. إسرائيل الآن تفجر المساجد الأثرية وغير الأثرية وتتعامل مع بيوت العبادة بهمجية ليس لها مثيل، ولاتكتفى بذلك بل تقوم بإحراق المصاحف بشكل علني، كما حدث أخيرا فى المسجد الكبير بخان يونس وحدث قبل ذلك فى العديد من مساجد القطاع.
للأسف الشديد إسرائيل تتورط بعنف فى الإرهاب، وتحولت الدولة التى كانت تسمى نفسها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط إلى أسوأ نموذج لدولة إرهابية وعنصرية فى العالم، وهى الآن آخر معاقل العنصرية فى العالم المعاصر.
ربما يكون تقبيل بوتين المصحف الشريف رسالة إلى أمريكا والدول الغربية الداعمة لدول الاحتلال الإسرائيلى من أجل إعادة النظر فى ممارستها الإرهابية، والعنصرية، والوقوف بحزم أمام هذه التصرفات التى أكدت أكاذيب الديمقراطية وحقوق الانسان التى كان يتغنى بها الغرب، واتضح أنها مجرد اكاذيب وأوهام لهدم واستعمار الشعوب لا أكثر ولا أقل.