السيسى يصلح ما أفسده السابقون! .. من أرشيف المقالات

بقلم: عبدالمحسن سلامة

نشر بتاريخ: 6  ديسمبر 2015

سبب تأخر مصر أنها كانت تعتمد على المسكنات والحلول قصيرة النظر، وفى وقت كان العالم ينطلق بقوة ويستغل امكاناته أفضل استغلال ممكن، وقفنا نحن نراوح مكاننا، ونفقد العديد من نقاط قوتنا وتميزنا، وفى الوقت الذى استطاعت فيه سنغافورة أن تكون نمرا آسيويا، ومن أقوى اقتصاديات العالم بعد أن كانت نموذجا للفقر والتخلف، وكذلك فعلت دبى التى تحولت إلى عملاق اقتصادى مهم خلال سنوات قليلة، وقفنا نحن مكاننا، ولم نستغل أعظم مجرى ملاحى عالمي، وهو قناة السويس الاستغلال الأمثل، وتحول الدور المصرى فقط إلى بوابة رسوم.

صحيح أن التأميم كان خطوة عملاقة لكنها خطوة غير مكتملة، فقد اكتفى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بهذه الخطوة فى وقت كان يجب أن يتم استكمالها، بانشاء منطقة تجارة عالمية تكون هى الأعظم على الاطلاق فى العالم، لكن للأسف لم يحدث هذا ولا جزء منه، حتى جاء الرئيس الراحل أنور السادات، وقام بإعادة افتتاح القناة عام 1975 بعد نصر أكتوبر العظيم، ولأن الحلم كان يداعب السادات فقد قام باطلاق مشروع لتحويل مدينة بورسعيد إلى مدينة حرة غير أن هذا الحلم كان غير مكتمل، وغير مدروس لأنه قام بتحويل المدينة الحرة إلى وكر للتهريب ومدينة للبالات وأصبحت رمزا للسلع المستعملة والمهربة.

وهكذا لم تستطع مصر أن تستغل موقع قناة السويس المتميز والفريد على مدى كل هذه السنوات، واكتفت بالقناة كممر ملاحى عالمى فقط مما جعل دولا كثيرة فى العالم تتفوق على مصر، وتأخذ منها مكانتها، ومن هنا كان أهمية المشروع الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الأسبوع الماضى بالبدء فى تنفيذ مشروع تنمية شرق بورسعيد، والذى يعد باكورة إطلاق مشروع تنمية محور قناة السويس، والذى يتضمن ميناء بحريا جديدا بطول 5كم2، وقناة جديدة بطول 9كم2، ومنطقة صناعية بمساحة 40مليون متر2، بالإضافة إلى منطقة سكنية على مساحة 4ملايين متر2، وكذلك منطقة لوجستية على مساحة 30مليون متر2، إلى جوار منطقة مزارع سمكية على مساحة 80مليون متر2.

هذا هو الطريق الصعب الذى اختاره الرئيس عبد الفتاح السيسى لإصلاح ما أفسده السابقون باهمالهم واستسهالهم واختيارهم الحلول المؤقتة والسريعة، وكانت هذه هى النتيجة، حيث سبقتنا العديد من دول العالم، ووقفنا نحن عند أطراف أصابعنا، ولو كان هذا المشروع قام بتنفيذه أى من الرؤساء السابقين لتغير وجه مصر اقتصاديا تماما، ولكانت اليوم نمرا اقتصاديا قويا، ولكن أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتى على الإطلاق، وها هو الرئيس عبد الفتاح السيسى يركب المسار الصعب، مسار بناء اقتصاد قوى وحقيقى بعيدا عن المسكنات ودغدغة مشاعر المواطنين.

كان من السهل أن يلجأ السيسى كما أشار فى كلمته وقت إطلاق المشروع إلى اللعب على وتر المواطنين ومعاناتهم، وتوفير مبلغ لكل شاب يتراوح من 10 إلى 20 ألف جنيه لانشاء مشروع صغير بتكلفة تتراوح من 5إلى 6مليارات جنيه، لكن هذه الأمور لا تقيم اقتصادا قويا ومستقرا، فالاقتصاد القوى يحتاج إلى آليات للنهوض والبقاء والاستمرار تتمثل فى مشروعات ضخمة وعملاقة فى مناحٍ متعددة صناعيا وسياحيا وزراعيا وتجاريا، وهو ما تسير فيه مصر الآن بكل هدوء وقوة فى آن واحد.

بدأت هذه المشروعات بافتتاح قناة السويس الجديدة ثم كان التوقيع على عقد الضبعة النووى ذلك الحلم الذى تأخر 50عاما بالتمام والكمال، ثم كان مشروع تنمية محور قناة السويس.

ولأن مصر تسابق الزمن فقد طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط، وهذا هو الجديد الذى يلتزم به الرئيس السيسي، فكل مشروع له جدول زمنى محدد حتى لا تتكرر نفس الأخطاء السابقة بالبدء فى المشروع والوقوف فى منتصف الطريق.

يبقى فقط أن أشير إلى اختيار د. أحمد درويش وزير التنمية الإدارية السابق رئيسا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لمدة 3سنوات جاء فى محله تماما، فهو من الكفاءات المشهود لها بالاخلاص والتفانى والدقة فى العمل مما يسهم فى سرعة ودقة التنفيذ، ويؤكد المنهج الجديد فى اختيار الكفاءات بعيدا عن التصنيفات والشللية وأصحاب الصوت العالمي.

الرابط

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/458161.aspx

Back to Top