عبد المحسن سلامة والقيم النبيلة .. بقلم عماد حجاب
نشر المقال بجريدة الأهرام
منذ عرفت عبد المحسن سلامة داخل جدران الأهرام منذ ما يزيد على 32عاما متصلة وجدت فيه ذكاء وخلقا وطيبة ورحمة وتواضعا وشهامة وجدية وكفاءة وكرما، لم يتغير فيه شيء، من محرر الى رئيس قسم الى مدير تحرير، ومشرف على الأقسام الصحفية بالأهرام، فلم تتبدل طباعه الراقية، وحبه واحترامه لنفسه وللآخرين، وظل معتادا على التواصل الإنسانى واستقبال الزملاء الصحفيين بود وبصدر رحب وحسن خلق، وبمساواة دون تمييز، حريصا على السؤال عن أحوالهم والذهاب اليهم ومجاملتهم فى المناسبات الطيبة والوقوف معهم فى اللحظات الصعبة والمرض، قدم كل هذا بنبل أخلاقي. وعندما أصبح عضوا بمجلس الإدارة طوال نحو 12 عاما متصلة حرص على العمل بمرونة وصبر وشفافية ووعى وتوازن بين الدور الفاعل إداريا والعمل المهنى وخدمة زملائه، وظل باب مكتبه مفتوحا للجميع وتناول الأمور والقضايا بموضوعية وعقلانية، وعفة لسان فأحبه من حوله وظل محط إعجاب جيلنا.لم يبخل عبد المحسن سلامة بالجهد وبالتشجيع والمساندة لكل من يطلب مشورته ومؤازرته ،مما أهله أن تختاره جموع الصحفيين فى جميع المؤسسات الصحفية ليكون وكيلا لنقابة الصحفيين ونقيبا للصحفيين ،وظلت تتسق تصرفاته مع تاريخه،ليثبت بعد توليه منصب رئيس مجلس الأدارة أن قدراته وخبراته تؤهله على القيادة الرشيدة والانفتاح على جميع الأراء والتنوع الفكري،وعدم الإقصاء والتهميش لأحد والأستفادة من طاقة وخبرات من حوله، وخير دليل عقده لقاء اسبوعيا مفتوحا كل جمعة بمكتبه يحضره الجميع من مختلف الأجيال، وتأتى اللحظة ليؤكد جدارته بأنه ربان ماهر وحكيم عقب وفاة إبراهيم نافع ليتمسك بخروج جثمانه من الأهرام ليعيد منظومة الوفاء والقيم والتقاليد النبيلة للأهرام الى مكانها الصحيح، عاشت الأهرام قوية بأبنائها المخلصين.