عبد المحسن سلامة في حوار صريح: الإنجازات التى حققتها خلال عام لم يفعلها أحد خلال الـ7 سنوات الماضية في نقابة الصحفيين
قال الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن الإنجازات التى حققها منذ انتخابه نقيبا خلال العام الماضى لم يفعلها أحد خلال الـ7 سنوات الماضية، مؤكدا أنه لا يوجد أى صحفى محبوس على ذمة قضية نشر.
وأضاف سلامة فى حوار خاص لـ"التحرير" بعد مرور عام على انتخابه نقيبا للصحفيين، أن النقابة ساندت الإعلامى خيرى رمضان فى أزمته وستقف بجوار الزميلين معتز ودنان ومى الصباغ حتى يتم حل أزمتهما، مشددا على ضرورة مشاركة المواطنين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، رافضا دعوات المقاطعة التى ينادى بها البعض.. وإلى نص الحوار:
** عام كامل مضى على انتخابك نقيبا للصحفيين، ما الذى تحقق خلال الفترة الماضية؟
على الرغم من قصر المدة التى توليت فيها مسئولية نقابة الصحفيين، فإننى حققت الكثير من الإنجازات لم يفعلها أحد خلال الـ7 سنوات الماضية، وأقولها صراحة ما وعدت به قمت بتنفيذه، فحصلت على أعلى زيادة فى تاريخ بدل التدريب للصحفيين بالنقابة، كما حصلت على أكبر زيادة فى المعاشات وبأثر رجعى وكذلك صندوق تكافل الصحفيين، وتلقيت دعما إضافيا من الدولة يتجاوز 40 مليون جنيه لدعم كافة الأنشطة.
كما قمت بحل أزمة متراكمة منذ أكثر من 15عاما، وهى أزمة صحفيى الصحف الحزبية المتعطلة، بتخصيص وديعة تقدر بـ10 ملايين جنيه للزملاء خلال الأسبوع الجارى، وأسعى جاهدا لزيادة الوديعة لتصل إلى 20 مليون جنيه، لكى يمكننى الاستفادة من عائد المبلغ فى تجهيز موقع صحفى يعملون فيه ويحصلون على وظيفة بمرتب، وأعتقد أنه لا يوجد نقيب سابق استطاع حل تلك الأزمة، بالإضافة إلى تلقى النقابة دعما يقدر بـ20 مليون جنيه من حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى، لتجهيز المركز من شاشات ولغات ومعامل بالإضافة إلى تجهيزه بأحدث الأجهزة ليكون ضمن أهم مراكز التدريب الصحفى فى الشرق الأوسط ويتم إنشاؤه حاليا، وأيضا تقوم النقابة بدورها فى ملف النادى البحرى وفى مشروعات الإسكان، وكذلك حصلنا على تخصيص لمستشفى النقابة وأفاضل حاليا بين العروض المقدمة للوصول لأفضل الأشياء سواء عبر المنحة أو المشاركة أو التمويل، وأتمنى أن أضع حجر الأساس للمستشفى قبل نهاية هذا العام، وأعتبر من وجهة نظرى أن مشروع المستشفى أهم ثانى إنجاز فى تاريخ نقابة الصحفيين بعد إنشاء مبنى النقابة.
وفيما يتعلق بملف التشريعات الصحفية، أقوم حاليا على إعداد قانون النقابة والذى سيتضمن بداخله قضية الصحفيين العاملين فى المواقع الإلكترونية، وسأعرضه على مجلس النقابة فى المرحلة المقبلة، وكذلك طابع التمغة الصحفية، وسأدفع بهما قبل نهاية الدورة التشريعية القادمة، وأرجو من أعضاء مجلس النقابة وزملائى فى الجمعية العمومية أن يساعدوننى على استكمال الإنجازات.
** البعض يشعر أن هناك انقساما داخل مجلس النقابة وكأنه يعمل بفريقين وهو ما ظهر فى أزمة البيانات المنفصلة، ما حقيقة هذا الأمر؟
هذا الأمر لا يقلقنى على الإطلاق، والنقابة طوال تاريخها تشهد هذا النوع من العلاقات، وليس لدى مشكلة فى وجود وجهات نظر مختلفة داخل مجلس النقابة، ولكن ما أريد أن أؤكد عليه أنه طالما أحترم رأى الآخرين عليهم أيضا ألا يصادروا على حق الطرف الآخر فى التعبير عن وجهة نظره، وألا تسير الأمور بمنطق "يا فيها يا أخفيها"، فأنا أعرف جيدا تاريخ النقابة وشاهدت ذلك على مدار النقباء السابقين، وأدلل على ذلك بفترة مجلس النقابة فى 2007، فكان هناك تيار يضم جمال فهمى ويحيى قلاش وتيار آخر يضم محمد عبدالقدوس وصلاح عبدالمقصود، لذلك ما حدث من بعض الزملاء فى إصدار بيانات منفصلة كان يستهدف شق العمل النقابى ووحدة الصف، لذلك أناشدهم بالالتزام بوحدة الصف النقابى مع التعبير عن وجهة نظرهم بكل حرية تامة.
** كثيرون يرون أن هناك حالة من التربص بالصحفيين أثناء عملهم، هل تتفق مع هذا الطرح؟
دعنا نتفق أن الدولة تمر بظروف صعبة ودقيقة للغاية، وهناك نوع من الحساسية المفرطة، وأتمنى أن تنتهى تلك الحساسية قريبا، وأمامنا شوط لا بد أن نقطعه فى استكمال القوانين المكملة للدستور، واحترام الدستور فى عدم الحبس فى قضايا النشر.
** ما الدور الذى قدمته النقابة فى ملف الصحفيين المحبوسين؟ وهل هناك زملاء مقبوض عليهم على ذمة قضايا نشر؟
لا يوجد صحفى محبوس على ذمة قضايا نشر، وأتحدى أن يثبت أحد عكس ما أقوله، والصحفى الوحيد الذى ألقى القبض عليه وحبسه فى قضية نشر كان الزميل الإعلامى خيرى رمضان وخرج على الفور بعد تدخل النقابة.
** خلال الأيام القليلة الماضية ألقى القبض على الزميلين معتز ودنان ومى الصباغ، ماذا قدمت النقابة لهما؟
النقابة لا ترفض مساندة أى زميل، ولكن للأسف مى الصباغ ومعتز ودنان ليسا أعضاء نقابة، ورغم ذلك النقابة تساندهما قانونيا بكل قوة، ولن أتركهما حتى يخرجا من تلك القضية، وأريد هنا أن أؤكد أن قضايا الزملاء الآخرين الذين لم يتم توصيفها على أنها قضايا نشر لن نتركهم أيضا ونقدم كل الدعم والمساندة لهم، وأؤكد أن عددا كبيرا من الزملاء حضروا لى وقدموا الشكر عرفانا لدور النقابة وليس لشخصى بسبب ما قدمته النقابة لهم.
** ما الدور الذى لعبته النقابة فى قضية الإعلامى خيرى رمضان بعد حبسه عقب أزمته مع وزارة الداخلية؟
منذ توليت مسئولية النقابة لم أدخر جهدا عن أى زميل، وأعمل فى ظروف صعبة للغاية، وفى قضية الزميل خيرى رمضان تحركت على الفور بمجرد معرفتى بالواقعة وتابعت القضية لحظة بلحظة، ولم أتركه إلا حينما خرج بقرار من النيابة وتم قبول الالتماس والخروج بكفالة لأن هذا دورنا، وأرى أن القضية أخذت أكبر من حجمها الحقيقى لأنه كان هناك حسن نية مفرط، وبالتالى لم يكن يجب أن تصل الأمور لهذا النحو، وتجاوزنا هذا المأزق وخرج خيرى رمضان من أزمته.
**هل هناك تواصل بينك وبين وزير الداخلية فى تلك القضايا؟
بالطبع، أتواصل مع اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بشكل مستمر، وقابلته مرتين فى مكتبه، وكثيرا خارج مكتبه، ودائما أقوم بالحديث معه وعرض تلك القضايا عليه أولا بأول، وفى كثير من المشكلات يبدى تفهمه ويقوم بحلها، وهناك نقاش متواصل بيننا فى الكثير من القضايا.
** رحب وزير الداخلية بدعوتك لزيارة النقابة، ولكن لم يحدث شىء على أرض الواقع، ما السبب؟
وزير الداخلية لم يمانع، والقضية ترتبط بتوقيت الزيارة فقط، لكن لا يوجد أزمة، والدعوة بالنسبة لوزير الداخلية ليست حالة خاصة، لأن النقابة زارها منذ انتخابى نقيبا نصف وزراء الحكومة الحالية كان آخرهم وزيرة الثقافة، فعلاقتنا بوزارة الداخلية قائمة لأن هناك احتكاكا فى كافة مفردات العمل اليومى، وبالتالى يجب أن يكون هناك خطوط مفتوحة لإزالة كل أنواع اللبس، وهو يتحدث عن الصحفيين باحترام وأكد لى احترامه لهم.
** أين وصلت جهود النقابة فى أزمة الزميل أحمد الخطيب مع شيخ الأزهر؟
ذهبت لشيخ الأزهر مرتين برفقة مكرم محمد أحمد، وضغطنا عليه لقبول اعتذار الخطيب، وأعلم أن شيخ الأزهر حزين للغاية، لأن البعض يستسهل الخوض فى سير رموز الدولة وغيرهم، "تخيل لو حد شتمك هتضايق"، وأنا أتفهم مشاعر شيخ الأزهر، ولكن أنا متفهم أيضا أنه من يعلمنا التسامح والعفو عند المقدرة، وأؤكد أننى كما رجوته وأنا معه أرجوه لمعرفتى بمبادئه فى العفو والتسامح أن نغلق هذا الملف قريبا.
** أصدرت مؤخرا قرارا بإحالة واقعة للتحقيق تتعلق بتقرير صحفى منشور على موقع المصرى اليوم بخصوص أميرات سعوديات، ما تفاصيل تلك الأزمة؟
لا توجد أزمة على الإطلاق، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى يرأسه الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، أصدر بيانا وقام بإرساله لى، حول التقرير المذكور، ولا يوجد تجاوز بحق النقابة فى هذا الشأن مثلما ردد البعض، وبدورى قمت بتحويل الموضوع لمجلس النقابة، وكنت أقوم بذلك الدور بدافع رغبتى فى عدم عرض أى زميل على نيابة أو أى جهة تحقيق، فأنا حريص على أن نحاكم أنفسنا بأنفسنا، وللعلم قام الزميل طارق أمين رئيس تحرير موقع «المصرى اليوم»، بالاتصال بى وأكد لى التزامه بكل ما ستقوم به النقابة فى تلك القضية وامتثاله لقرارها، خصوصا أنه مسؤول بصفته عن كل ما ينشر على الموقع، وصحيفة "المصرى اليوم" نشرت اعتذارا عن التقرير المذكور، مؤكدة اعتزازها بالمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، وأشادت بالعلاقات الراسخة بين القاهرة والرياض، والتعاون بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين، وتقريبا تم حلها بشكل نهائي.
**كيف ترى إدارة مؤسسات الدولة لأزمتها مع البى بى سى بعد نشر وإذاعة تقرير زبيدة؟
للأسف الشديد، الإعلام الغربى يتورط فى بعض الإشكاليات، أنا كنقيب صحفيين مع حرية الرأى والتعبير وهذه عقيدتى، ومؤمن أن أى وسيلة إعلامية قد تخطئ، لكن هناك فرق بين أمرين، خطأ متعمد وغير متعمد، لو كان خطأ غير متعمد بمجرد أن أذاعت تقريرا غير دقيق عن «زبيدة» كانت المفترض بمجرد وصول الإيضاح أن تلتزم بحق الرد والنشر، ولكن ما أحزننى أنها تلتزم بالجانب الخطأ وتصر عليه، لو أخذنا «رويترز» كنموذج، نراها قامت بحذف تقرير رأت أنه غير مطابق للمعايير المهنية، وأرى أن الدولة أدارت القضية بشكل جيد.
** كثيرون يرون وجود صعوبات فى الجمع بين منصب نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، ما تعقيبك على هذا الأمر؟
على الإطلاق، الاثنان يدعمان بعضهما البعض، وهناك عدد من النقباء السابقين أمثال إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد وعلى حمدى الجمال كانوا يتقلدون مناصب رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير وأيضا منصب النقيب فى نفس الوقت، فهذا أمر متعارف عليه وليس غريبا، وأنا شخصيا تسلمت النقابة وكانت أشبه بأرض محروقة، كل شىء مجمد، وكنا محاصرين من الداخل والخارج والرأى العام ضدنا، وكانت هناك قطيعة وحالة عداء شديدة بين الدولة والنقابة ودخل الشعب على خط الأزمة، وحاليا الأمور تغيرت بشكل كبير، والنقابة من وجهة نظرى تشبه «مصر الصغيرة» فى الظروف التى مرت بها، وأكثر ما يظهر حجم هذا التحول هو لقائى بالنائب العام المستشار نبيل صادق، وهو آخر لقاء لنقيب صحفيين بالنائب العام بعد لقاء الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالمستشار عبدالمجيد محمود، فنحن جزء من الدولة ولا نعمل بمنأى عنها.
** هل ترى أن المعالجة الأمنية لقضايا الإرهاب تستدعى وضع قيود على حرية الرأى والتعبير؟
يجب أن نضع الأمور فى سياقها، هل حرية الرأى والتعبير حاليا تسعدني؟ لدى ملاحظات عليها، لكن أريد أن أقيم الأمور فى إطار محدد، هو أننا أمام ظرف استثنائى ولدينا حرب شاملة فى سيناء، وتطرف وعمليات إرهابية، ولدينا أزمات عديدة، ولا يجب أن نفصل كل هذا عن سياقه.
** هل تتناقشون مع الرئيس السيسى أثناء مشاركتكم فى محافل ومناسبات مختلفة فى هذا الجانب؟
نتحدث مع الرئيس كلما سنحت الفرصة، وهو مهتم للغاية بالصحافة والإعلام، وعتابه على الإعلام فى بعض الأوقات من منطلق اهتمامه بدوره وليس تقليلا منه.
** كيف تنظر إلى وضع الصحف القومية حاليأ؟ ومتى تستعيد بريقها؟
الصحافة بشكل عام حاليا تواجه أصعب موقف اقتصادى فى تاريخها، نظرا لأن كل مدخلات صناعة الورق أصبحت مستوردة سواء الورق أو الأحبار، فأصبحت نسخة الأهرام اليومية تكلفنى 7 جنيهات فى الوقت الذى أقوم ببيعها بـ2 جنيه، وهو ما يوضح حجم الفارق فى التكلفة، وللأسف الدولة لا تفهم ذلك حتى الآن، لأنها يجب أن تعلم أننا أداة من أدوات التنوير فى المجتمع، وبالتالى لابد أن تدعم هذه الأداة، وإذا لم تقف الدولة بجوارنا وتساندنا سنجد أشياء كثيرة غير مدققة يتم نشرها، ودائما الفراغ يبحث عمن يشغله، وبالتالى على الدولة أن تساند الصحافة الجادة لكى نمر من هذه المرحلة، لأننا حاليا فى موقف صعب، فصناعة الصحافة أصبحت مكلفة والعائد محدود بسبب الوضع الاقتصادى، وبعد تحرير سعر الصرف تضاعفت التكلفة 3 مرات رغم أن السعر ثابت، وأنا كرئيس لمجلس إدارة الأهرام أواجه مشكلة حقيقية بأن هناك صحفا تعجز عن سداد تكاليف طباعتها للأهرام، وأجرى مفاوضات معهم، لأننى على يقين أن غلق صحيفة يعنى غلق نافذة للتنوير.
** بصفتك رئيسا لمجلس إدارة الأهرام، ماذا عن وضع المؤسسة والمديونيات المتراكمة عليها؟
الأهرام قبل عام 2011 كانت عليها ضرائب وليس مديونيات، أما بعد الثورة ونتيجة للوضع الاقتصادى وانخفاض الإعلانات والتعيينات العشوائية وسوء الإدارة تراكمت المديونيات، وللأسف الأهرام قامت بتعيين 3000 شخص بعد الثورة، وأصبح عدد العاملين فى المؤسسة 10.500 صحفى وعامل وإدارى، يتقاضون أكثر من 60 مليون جنيه رواتب شهريا، وبالتالى فالأعباء كبيرة للغاية على المؤسسة، وليس لدى نية لتسريح عمالة من المؤسسة على الإطلاق، ورغم ذلك نمتلك موارد وأصولا مثل جامعة الأهرام الكندية وغيرها من الممتلكات وأتوقع أن يكون هناك انفراجة كبيرة الفترة المقبلة.
** طالبت برفع اسم الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم من قوائم الترقب والوصول، أين وصل هذا الأمر؟
أريد أن أؤكد أن إبراهيم سعدة من أكثر الشخصيات التى أعطت لمصر الكثير، والقضاء لم يصدر حكما نهائيا بإدانته فى القضايا المنظورة ضده، وأرسلت خطابا للنائب العام بالعفو عنه والسماح له بالدخول إلى بلده وأتمنى أن يحدث ذلك، لأن من الصعب على شخص فى ظروفه الصحية وكبر سنه أن يحتجز فى المطار أثناء عودته، فنأمل أن يتم السماح له بالدخول.
** مصر حاليا على أعتاب انتخابات رئاسية، كيف تنظر إليها؟ وكيف ترى دعوات البعض بالمقاطعة؟
دعنا نتفق أن مصر كانت تمر بظروف صعبة ودقيقة، ونجحت فى العبور من أزمة حقيقية كانت من الممكن أن تمسحها للأبد، وماتحقق خلال الفترة الماضية كان إنجاز كبيرا، ولو كان الرئيس السيسى جاء بعد مبارك دون ثورة أعتقد أنه كان سيغير وجه الحياة فى مصر تغييرا جذريا لكنه حضر بعد فوضى وانفلات أمنى وتوقف فى عجلة الإنتاج وحرب شوارع ودماء تسيل، وسيناء كانت على وشك الضياع، ويتم فيها حاليا عملية كبيرة للخلاص من تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة، وزرت غرفة العمليات المركزية فى وسط سيناء، وأرى أن الدنيا تتحسن بشكل كبير، وأعتقد أن الأربع سنوات المقبلة للسيسى ستشهد حالة استقرار وتحسن سيشعر بها المواطنون.
** البعض يرى الانتخابات محسومة وأنه لا جدوى من المشاركة، كيف تنظر إليهم؟
تلك الأقاويل خاطئة، يجب على المواطن أن يعبر عن رأيه بحرية تامة، وعدم المشاركة أكبر خطأ، وأرى أن من يرددون ذلك نوعان إما أشخاص لديهم حسن نية، أو أشخاص يريدون تأكيد مشاعر اليأس والاحباط وإرسال رسالة سلبية للمجتمع الدولى، لذلك فمن الضرورى أن يشارك الجميع فى العملية الانتخابية، وأنا شخصيا سأمنح صوتى للسيسى، ومن لديه رأى آخر فليضع رأيه فى الصندوق.
** هناك قطاع فى المجتمع لا يشعر بما تقوله عن حجم ما تحقق فى الفترة الماضية، فما تفسيرك من وجهة نظرك؟
بسبب الأزمة الاقتصادية، فالمرتبات لم ترتفع بالمعدل الكبير، والوجع واصل ليد كل مواطن، وربما هذا الأمر هو سبب الأزمة عند البعض، وكلنا كنا نعلم أن هناك مشكلة، ولكن الدولة كانت أمام خيارين إما أن ينهار المنزل على رؤوس أصحابه أو نتحمل قدر المعاناة لينجو أصحاب البيت نفسه، وفى النهاية نحن أمام واقع، وهل الشعب كان يتحمل أن يكون مثل سوريا والعراق، وهذا الأمر له تكلفته الكبيرة، والاستنفار الذى حدث فى سيناء له ضريبته وكان لا بد أن نفعل ذلك أيا كانت الأسباب.
** من وجهة نظرك، كيف ينظر الغرب إلينا حاليا؟
ما حدث فى الفترة الأخيرة جعل هناك تغييرا كبيرا فى صورة الغرب، فبعد أن كنا شبه مقاطعين من معظم الدول باستثناء دول قليلة كانت على خلاف معنا، أصبح حاليا كل دول الاتحاد الأوروبى بلا استثناء على وفاق معنا، رغم أنهم قد يكون لديهم ملاحظات، ولكن تحسنت الأوضاع كثيرا، وكذلك الأمر مع الاتحاد الإفريقى، فالموقف العالمى والعربى تحسن كثيرا، وليس لدينا إلا نتوء وحيد وهو النتوء القطرى، وأتصور أن قطر تقوم بتنفيذ أجندات أخرى وأقولها صراحة «فتش عن أمريكا وإسرائيل»، خاصة أن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط موجودة فى قطر، وأعتقد أن ظروفها الجغرافية والسكانية والخوف على الأسرة المالكة يجعلها ترغب فى الاحتماء بالآخرين، وعلى يقين أن قطر لا تستطيع أن تخرج عن تلك الأشياء.
** أخيرا.. علاقتنا بأمريكا تأخذ منحنى الصعود والهبوط ولا تسير على وتيرة واحدة، ما تعقيبك؟
لأن أمريكا تريد فرض أجندتها، هل من المنطقى أن تكون علاقتنا بأمريكا جيدة وهى تريد نقل السفارة الأمريكية للقدس أو نصفق لها على كل قرار ضد مصلحتنا، كما أن ترامب متقلب وكل يوم بحال مختلف، وبالتالى فهناك مشكلة، وأنا مؤيد تماما لنهج السيسى بفكر الانفتاح، لأن مصر مرت بمسارين كليهما خطأ، فى الستينيات حينما ارتمت فى أحضان السوفيت بشكل تام ونهائى ومعاداة للأمريكان، وجاء السادات وارتمى بشكل كامل ونهائى فى أحضان الأمريكان وكان هذا خطأ وسار عليه نهجه مبارك، والأمر الصحيح أن نسير وفق مقتضيات مصلحتنا، فالعلاقة بين الدول ليست علاقة صداقة ولكن علاقة مصالح، وأرى أن علاقتنا يجب أن تكون وفق مصالحنا.