حوار عبدالمحسن سلامة لبوابة أخبار اليوم بالفيديو : مشاكل الصحفيين «جبل بشيله بجاروف»

 

هناك مساعٍ جادة لحل أزمة بعض المواقع المحجوبة

الأوضاع المالية للعاملين بالصحف القومية «متدنية»

حققنا زيادة تاريخية للبدل.. وانتظروا مفاجأة لـ«المعاشات»

سنبني مستشفى على نظام «القوات المسلحة»

الحريات الصحفية تقلصت و«مش هاحط راسي في الرمل»

صوتي للسيسي لكن لن أنظم وقفة على السلم لدعمه

 

 ربما تكون الأمور هدأت بين جدران نقابة الصحفيين إلا أن نشاط نقيبهم «عبدالمحسن سلامة»، لم تهدأ بعد، فالأحلام لا معنى لها معه دون أن تصبح واقعية على الأرض.

في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، طرح سلامة عباءة «الرسمية» أرضًا، وفتح دفاتر النقابة جميعها بكل وضوح معترفًا بالسلبيات قبل الإنجازات، غير أن هموم الصحفيين لا تفارقه.. أمور كثيرة أفصح عنها نقيب الصحفيين في السطور التالية:

بعد عام نقيبًا للصحفيين.. كيف ترى هذه المدة؟

توليت مسؤولية نقابة الصحفيين في ظروف صعبة جدًا.. فكانت علاقة النقابة تقريبا مقطوعة مع كل أجهزة الدولة، ولم يتحقق فيها إنجازًا واحدًا على مدى أربع سنوات وكان الوضع في منتهى الصعوبة.

ورغم الفترة القصيرة التي تقارب سنة قدرنا نحرك الأمور شبه ما كانت عليه مع الدولة قبل المجلس السابق، وأعدنا إحياء أمورًا كثيرة، والمشهد تغير تماما، وقدرنا نرجع علاقتنا بالدولة.أنا راجل واقعي، وعندما واجهنا تحديات كثيرة وشديدة الصعوبة والتعقيد وجينا في أرض محروقة، تمكننا من أن نخضرها والظرف كان صعب جدًا علينا وعلى الدولة كلها، وكذلك ظرف اقتصادي صعب جدًا، ومع ذلك زودنا بدل الصحفيين، والخلاصة فإن «مشاكل النقابة كالجبل وأنا بشيلها بجاروف».

هل يمكن رصد بعض الأمثلة لتحسن العلاقات؟

وزارة الشباب برئاسة الوزير خالد عبد العزيز واقفة معانا وتساعد في جميع الرحلات والأنشطة، كما أن علاقتنا بالنائب العام رجعت وكان هناك لقاء لم يحدث منذ عشر سنوات بيني وبين النائب العام منذ مدة قصيرة؛ حيث آخر لقاء جمع النائب العام ونقيب الصحفيين كان بين مكرم محمد أحمد  والمستشار عبد المجيد محمود.

 

 

 

 

بعض الصحفيين يتساءلون عن إنجازات مجلس النقابة الحالي؟

قدرنا نزود بدل التدريب والتكنولوجيا «زيادة تاريخية»، لم تحدث من قبل في ظل ظروف صعبة جدًا تمر بها الدولة، ولم تحدث زيادة بهذا القدر في أي قطاع من قطاعات الدولة.

زودنا المعاش بمقدار 200 جنيه، وسيتم صرفه بأثر رجعي من يناير الماضي، وحققنا أكبر زيادة في مكافأة نهاية الخدمة ستصل لـ125 ألف جنيه، وأسابيع قليلة وسيتم الانتهاء من أكبر معهد ومركز تدريب صحفي بالشرق الأوسط، وهذا المعهد ليس له مثيل.

أزمة الإسكان صداع في رأس النقابة.. ما ردك؟

توليت مسؤولية النقابة وفوجئت بأن هناك قطعتي أرض تم سحبهما من قبل الدولة،  منهما قطعة تم تخصيصها للغير؛ لكننا شغالين في القطعة الأخرى. وفي المقابل  استطعنا توفير 300 شقة بـ«مدينتي»، وعليها إقبال كبير من الصحفيين والاستلام تم بقرعة وشفافية مطلقة.

البعض يشكو: أوضاع الصحفيين المادية متدنية جدا.. هل هناك حل؟

معهم كل الحق وأوافقهم تمامًا، يجب أن يكون هناك حد أدنى للعاملين بالصحف القومية لتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل غلاء الأسعار؛ لكن نبحث عن طريقة لتحسين دخل الصحفي العامل في الصحف الخاصة لأنها مشكلة كبيرة معقدة.

ومن ضمن الحلول سيتم تفعيل مبادرة «لاب توب لكل صحفي»، والتي سيتم تنفيذها بعد افتتاح المعهد وسيكون لمن يجتاز الدورات التدريبية.

مؤخرًا ظهرت الخلافات بين أعضاء المجلس.. كيف ترى ذلك؟

أنا ضد إصدار بعض أعضاء المجلس بيانات منفردة، وحذرت كثيرًا من الزملاء من هذا التصرف؛ لكنني اضطررت للرد لأنني استشعرت بافتراءات ومغالطات ضدي، وأحب أضيف أنه لم ينعقد مجلس بهذا الشكل المنتظم من قبل، وهذا المجلس الوحيد الذي له مضابط، وأتحدى أن يأتي أحد بمضابط المجلس الماضي.

هل ترى أن مساحة الحريات للصحافة قد تقلصت؟

نعم عندنا مشاكل ومش هاحط راسي في الرمال، ونواجه تحديات طبعًا لأن مصر تعيش في ظرف صعب استثنائي، ونواجه مخاطر ونحارب حربًا طاحنة ضد الإرهاب.

بالإضافة إلى أن مصر أركانها مهددة، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحديث عن فكرة تثبيت أركان الدولة، وكل هذه التحديات تلقي على الصحفيين العبء الأعظم علينا، ونتيجة جهدي المتواضع التخفيف من هذه الأعباء الموجودة على الواقع الصحفي.

ويجب الإشارة إلى أنه لا يوجد صحفي واحد محبوس في قضية نشر إلى الآن، وخلال لقائي بالنائب العام أخذت وعدًا ببحث كل مشاكل الصحفيين المحتجزين الآن وهناك تفهم من النائب العام بتلك القضايا، لكن في عصور سابقة وقع ضحايا من الصحفيين وقتلوا، ونحمد الله أن ذلك لم يحدث في عهدي.

ماذا عن مشروع العلاج للصحفيين؟

تم تخصيص أرض لمستشفى الصحفيين، وهذه أول خطوة ونعمل بمنتهى الجدية ونسير على مسارين منهما المشاركة لبناء المستشفى ونسب العائد من المستشفى التي ستكون استثماري بالمشاركة.

أما المسار الآخر سيكون خارجي عن طريق منحة خارجية، لبناء المستشفى، وأتمنى ألا يمر هذا العام إلا وقد بنينا هذا المستشفى.

 

 

 

إذن فما الخدمات التي سيقدمها المستشفى؟

أولا يجب الإشارة إلى أن بناء المستشفى إنجاز يعادل بناء مبنى النقابة الحالي، وشكل المستشفى، فهو سيكون استثماريًا قويًا يعالج كل التخصصات، على غرار مستشفيات القوات المسلحة والمعلمين ومصر للطيران والمقاولون العرب.

وخدمة الصحفيين ستكون من خلال مشروع العلاج وبأرقام مخفضة جدا للصحفيين، ولا يعقل أن نستمر بمد أيدينا للدولة لعلاج الصحفيين.

ويجب أن أوضح أن مشروع العلاج بالنقابة بكل مشاكله هو الأفضل للصحفيين ولعائلاتهم، حتى أفضل من مشاريع العلاج من بعض المؤسسات الصحفية.

هل تم حل أزمة فصل بعض الصحفيين تعسفيًا؟

تم حل مشاكل كثيرة، وتواصلنا مع صحف كثيرة، والزملاء متعاونون وهناك مساعٍ جادة وقوية جدًا لحل أزمة بعض المواقع المحجوبة.

وما دور النقابة في مناقشة البرلمان لتعديلات قانون الصحافة والإعلام؟

نعم تقدم المجلس الحالي أو السابق بمشروع متكامل للبرلمان وهناك مخاطبات بيني وبين رئيس مجلس النواب علي عبد العال؛ لكني لا أعتقد أن هناك جدية لإصدار القانون، وإذا كان هناك جدية لإصداره سيكون هناك موقف مختلف تماما من جهة النقابة إن لم يتم الأخذ برأينا ولن نقبل به.

كما أنه لن يتم إصدار أي قانون دون الالتفات لرأي النقابة أو يخالف رأينا وسنناضل لإسقاطه، وسيتم الدفع خلال هذه الدورة البرلمانية بقانونين، الأول قانون النقابة والثاني قانون الدمغة الصحفية.

ماذا فعلت بأزمة الصحف الحزبية؟

لقد حصلت هذا الأسبوع على 40 مليون جنيه موارد للنقابة، ولحل مشكلة الصحف الحزبية، وأحب أن أبشر الزملاء بالصحف الحزبية بانفراجة في أزمتهم، لقد تم الاتفاق على عمل موقع إلكتروني وجريدة لهم بالشكل الذي يتم الاتفاق عليه مع مجلس تحرير مكون منهم، وتم تدبير 10 ملايين جنيه، وأتمنى أن يتم مضاعفاته قريبا، وسنخصص المبلغ لوديعة، وستكون الوديعة تابعة للنقابة للصرف منها على الجريدة والموقع الإلكتروني، وبالتالي تحريك الأوضاع مرة أخرى بعد توقف من 10 إلى 12 سنة منذ سنة 2000، ولم يتم عمل ذلك من قبل في ظل ظروف معقدة وغاية في القسوة.

كيف توفق بين عملك كنقيب للصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام؟

لا يوجد تعارض بين عملي كنقيب للصحفيين ورئيس لمجلس مؤسسة الأهرام، فجميع النقباء السابقين والكبار كانوا كذلك، بدءًا من علي الجمال كان رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة ونقيب صحفيين، وإبراهيم نافع كان رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة ونقيب الصحفيين، ومكرم محمد أحمد كان رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة ونقيب الصحفيين، فلم يكن هناك تعارض، ولم أكن حالة فريدة، وأنا قادر علي عمل ذلك، وأنه مفيد في كلتا الحالتين، لقدرتك علي حل مشاكل كثيرة للنقابة، علي الرغم من أنها عبء زائد ولكنها تيسير للنقابة وتحقيق لمصالح الزملاء.

مصر تمر الآن بأوضاع صعبة وانتخابات رئاسية وإرهاب وتهديدات خارجية.. ما دور النقابة للتعامل مع ذلك؟

النقابة جزء من الوطن واجب عليها المساندة، حتى لو حزب معارض فنحن جزء من الدولة، سواء كنت يساريا أو أي نوع من المعارض الوطنية فأنت جزء من الدولة المصرية، ويجب أن تكون خطوطك مفتوحة مع الدولة، ودورنا أننا نشيد ونقول للدولة إنها على الطريق الصحيح، وننتقد إذا حدث خطأ، فالنقابة جزء من الدولة، ولسنا في عداء مع الدولة.

ما الرسالة التي توجهها لأعضاء مجلس النقابة والصحفيين في الفترة المقبلة؟

أقول لهم نحن في فترة صعبة جدا، وفي ظرف في منتهى الصعوبة والحساسية والتعقيد، يمر على الدولة وعلى الصحافة. الصحافة تمر بأصعب موقف في تاريخها بسبب التحديات، فهناك انخفاض في نسب التوزيع، ظهور الصحافة الإلكترونية، وزيادة الأسعار العنيفة الخاصة بمدخلات صناعة الصحافة، ويجب أن يعلم الجميع أن الجورنال يتكلف سبعة جنيهات.

هل تري أن الصحافة الورقية في طريقها للانتهاء؟

لم ولن تنتهي؛ لكن أرى أن ظروفها صعبة والدولة، والصحفيين والحكومة غير متفهمين لذلك، وكذلك الصحفيين لا يشعروا بذلك، بصراحة «كل واحد مش شايف غير مصلحته وبس».

كيف ترى انتخابات الرئاسة المقبلة؟

أود أن أوجه رسالة إلى المصريين، يجب علينا جميعًا أن نبتعد عن السلبية ونشارك في الانتخابات الرئاسية، وأنا ضد المقاطعة لأننا في مرحلة صعبة، فبعد ثورتين وحاربنا على  الإرهاب، والمخاطر التي على الحدود، فإن مصر تواجه مخاطر حقيقية يجب التكاتف من أجل الخروج من المرحلة الحالية.

صوتك لمن في الانتخابات الرئاسية؟

صوتي للرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل قناعة كاملة لأني مؤمن أنه لازم يكمل.

سلم نقابة الصحفيين.. هل ترى أنه مصدر قلق لعبد المحسن سلامة؟

دعني أكشف أن أخر تظاهرة على السلم كانت ضد ترامب وكنت أنوي المشاركة بها؛ لكن تحول مسار الوقفة من الاشتباك مع ترامب إلى الاشتباك مع الدولة، جعلني أتراجع.

أؤكد أنني لست ضد أي زميل صحفي، ولا عندي أي أزمة اسمها سلم نقابة الصحفيين «لكن عندي أزمة الدخول في معركة مش بتاعتي»

أنا مؤيد للرئيس السيسي لكن هل يعقل أن أقيم سرادق أو مظاهرة على سلم النقابة لدعمه؟.. لن أفعل ذلك التزامًا من منطق حيادية النقابة.

Back to Top