مابين الغداء الأخير و«الأربعين»!


نشر بالأهرام الأربعاء 24 أبريل
بسرعة فائقة تمر الأيام والسنون، وها هو يمر أربعون يوما على وفاة الراحل الكبير الأستاذ محمد عبدالجواد رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الأسبوع الماضى.

قبل وفاته بنحو اسبوع ألتقيته فى منزله وسط كوكبة من الزملاء والصحفيين والأصدقاء على مأدبة غداء عامرة من إعداد كريمته المحبة له، والمقربة إليه، منى محمد عبدالجواد احتفالا بعيد ميلاده الـ١٠٠.

كان منتعش الذاكرة، ودارت مناقشات كثيرة ومستفيضة بينه والحاضرين حول ذكرياته الطويلة والممتدة بين الصحافة والسياسة وعلاقاته بالرؤساء السابقين، بدءا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومرورا بالزعيم أنور السادات، الذى جمعتهما علاقة وطيدة وأسرية، ثم الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

بعد الحفل باسبوع اتصلت بى كريمته منى تبلغنى إصابة والدها الأستاذ محمد عبدالجواد بكسر فى مفصل الفخذ داخل المنزل، وعلى الفور اتصلت بالصديق د.عادل عدوى وزير الصحة الأسبق وأستاذ العظام الذى لم يتأخر رغم أنه كان مسافرا خارج البلاد ـ فى الأردن الشقيقة ـ ضمن مهمة علمية، لكنه أصر على متابعة حالة الأستاذ محمد عبدالجواد وهو فى الخارج، وتواصل على الفور مع زميله د.محمد ربيع أستاذ العظام، الذى تابع على الفور الحالة وأخبرنى بضرورة إجراء جراحة على الفور.

شاءت إرادة الله ان يتوفى الأستاذ محمد عبدالجواد قبل إجراء الجراحة، وكأن ارادة الله كانت رحيمة به، حيث فاضت روحه إلى السماء دون ألم أو معاناة.

فى الأسبوع الماضى كانت ذكرى الأربعين، ذهبت إلى منزله وكان هناك حشد من الأصدقاء والزملاء من مختلف الأعمار من الرجال والسيدات يتقدمهم الأستاذان عبدالله حسن، وعلى حسن رئيسا التحرير والإدارة السابقان فى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعدد كبير من الزملاء والزميلات من مختلف الصحف والإصدارات فى مشهد إنسانى عظيم يؤكد قيمة الوفاء والامتنان لصحفى عظيم من جيل الرواد له بصمات مهنية وإنسانية رائعة.

تعرفت على الأستاذ محمد عبدالجواد عن قرب من خلال عملى النقابى منذ أن خضت انتخابات نقابة الصحفيين فى دورة ٢٠٠٧، وتوليت خلالها موقع وكيل أول النقابة بصحبة النقابى العظيم الأستاذ مكرم محمد أحمد.

منذ ذلك الحين توطدت علاقتى به على جميع المسارات المهنية والنقابية حيث كان وكيلاً للنقابة فى العديد من الدورات، وكنت أحب أن اناديه بـ «العمدة» لكرمه الزائد وحفاوة استقباله وسعة صدره للجميع، ورغبته فى مد يد العون لكل من يطلب منه ذلك.

رحم الله الأستاذ محمد عبدالجواد كرمز مهنى كبير من رموز الصحافة، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
........................................

Back to Top