المهمة الصعبة فى مكافحة الإرهاب
مكافحة الإرهاب ليست بالمهمة »السهلة« أو »الهينة«، لكنها مهمة صعبة بكل المقاييس، وبفضل الله أولا، وبجهود هائلة من القوات المسلحة والشرطة المصرية نجحت الدولة المصرية فى استئصال شأفة الإرهاب بعد معركة »ضروس« بكل ما تحمله الكلمة من معان استمرت ما يقرب من 10 سنوات.
خلال تلك السنوات العشر قدمت الدولة آلافاً من الشهداء الأبرار من القوات المسلحة، والشرطة، والمدنيين من ،مسلمين ومسيحيين.
كان حادث مسجد الروضة الذى وقع فى شهر نوفمبر عام 2017 نقطة فاصلة فى هذا الإطار حيث بلغ عدد الضحايا 305 شهداء، و128 مصابا، ليسجل هذا الهجوم الإرهابى أكبر رقم من الضحايا والمصابين فى تاريخ مصر، ويتم تصنيفه ثانى أكبر حادث إرهابى بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 فى أمريكا الذى بلغ عدد وفياته 2996 وفاة، ونحو 25 ألف مصاب.
بعدها انطلقت العملية الشاملة التى شاركت فيها الأفرع المختلفة للقوات المسلحة إلى جوار قوات الشرطة المصرية، حتى تم اقتلاع الإرهاب من جذوره، وتصفية جميع الأوكار والجيوب الإرهابية فى كل شبر من الأراضى المصرية، بدءا من شمال ووسط سيناء وإنتهاء بكل المحافظات المصرية.
إلى جوار تلك الجهود الجبارة نجحت جهود وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب فى تجفيف منابع تمويل المنظمات الإرهابية، حيث تقوم الوحدة التى يرأسها المستشار أحمد سعيد خليل بجهود جبارة فى هذا الإطار.
فى الأسبوع الماضي، وخلال الاجتماع الإقليمى الذى استضافته مصر بالتعاون مع مجموعة العمل المالى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، عرض المستشار أحمد سعيد خليل جهود مصر فى هذا الإطار، حيث تقوم الوحدة بمهمة صعبة ومعقدة لاسترداد الأصول المهربة، وحرمان المجرمين والإرهابيين من كل أشكال التمويل فى إطار مكافحة جرائم غسل الأموال، والجرائم الأصلية المرتبطة بها، وتمويل الإرهاب.
نجحت مصر فى تشكيل مجموعة من اللجان الوطنية، ومن بين تلك اللجان اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، واللجنة القومية لاسترداد الأموال والأصول الموجودة فى الخارج، والتى تعمل جميعها طبقا للمعايير الدولية والمواثيق ذات الصلة المتعلقة بمكافحة جرائم غسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها، وخاصة ما يتعلق بتمويل الإرهاب.
أعتقد أن تجفيف منابع تمويل الإرهاب هو بمثابة الوقاية قبل أن تقع الجريمة، وهذا هو الدور المهم والحيوى الذى لا يقل عن مواجهة ذلك السرطان الأسود.