تساؤلات «حائرة» أمام القمة

 

تنعقد اليوم اجتماعات القمة العربية فى دورتها الـ33 بالمنامة وسط أحداث وظروف استثنائية تتعلق بالدم العربي، ومستقبل القضية الفلسطينية.

أتفق مع ماقاله الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط فى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة من أن أى كلمات لا تكفى للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن بسبب الأحداث فى الأراضى الفلسطينية بعد أن تحكمت مشاعر الانتقام الأسود فى قادة الاحتلال الإسرائيلى حتى فقدوا أساسيات الحس البشرى السليم، وارتكبوا جرائم لها مسمى معلوم فى القانون الإنسانى البشرى السليم، وهو «التطهير العرقي»، مشيرا إلى أن الجريمة التى يرتكبها قادة الاحتلال فى غزة ليست جريمة قتل فحسب، وأنما اغتيال كامل للمجتمع الفلسطينى.

كلام واضح من الأمين العام لجامعة الدول العربية يحتاج إلى ترجمة ومواقف، وقرارات من قادة وزعماء الدول العربية المجتمعين اليوم فى المنامة بعد أن تحولت مأساة غزة إلى خطر وجودى يهدد العالم العربى كله من المحيط إلى الخليج، والمسألة كلها مسألة وقت، وبالتدريج، فاليوم فى غزة، وغدا فى منطقة ثانية، وبعد غد فى منطقة ثالثة، وهكذا ليعود العالم العربى إلى عصور الاحتلال والانتداب مرة أخري.

القضية لم تعد تحتمل «اللبس» أو «التأويل»، ولكنها مشكلة فهم، ووعى، ممن مازالوا يشككون فى تجارب 76 عاما منذ قيام الدولة الإسرائيلية حتى الآن.

76 عاما من القتل، والتخريب، والاحتلال، والتوسع، ومازالت الدائرة تدور بعنف، تهدأ قليلا ربما، لكنها تعود أسوأ مما كانت، ومازال هناك من يروج للأكاذيب الصهيونية، ويحاول تبرير تصرفات النازيين الجدد فى تل أبيب، وواشنطن، وبرلين، ولندن، وكل العواصم التى تساند العصابات الإجرامية فى إسرائيل.

الشارع العربى من المحيط إلى الخليج، ينتظر مواقف واضحة ومعلنة من القادة العرب فى المنامة حول كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي، وحرب الإبادة فى غزة، وما هى السيناريوهات المتوقعة؟ وكيفية تنفيذ هذه السيناريوهات؟!

العالم الآن أصبح أكثر اقتناعا بعدالة القضية الفلسطينية، حيث قام بالتصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة 143 دولة لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وخالفت الدول الأوروبية أمريكا فى ذلك، وتركتها وحيدة معزولة مع ميكرونيزيا، وناورو، وبابوا غينيا الجديدة.

هناك العديد من التساؤلات حول الأرصدة العربية فى البنوك الأمريكية، ولماذا لا يتم سحبها الآن؟، أو على الأقل التهديد بذلك، وكذلك الموقف من إمدادات النفط ولماذا لا يتم تكرار ما حدث فى أكتوبر 1973؟.

الدول العربية لديها أوراق ضغط كثيرة، وآن الأوان أن يكون هناك تحرك عملى لإجبار الإدارة الأمريكية على وقف رعايتها وحمايتها للنازيين الجدد فى إسرائيل.

Back to Top