صور «الفجر» المرعبة

صور «الفجر» المرعبة

فى أعقاب تكبيرة الإحرام، تمهيدا للدخول إلى شعائر صلاة الفجر، هاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلى مصلى فى مدرسة «التابعين» الواقعة بحى الدرج شرق مدينة غزة، أثناء تأدية النازحين صلاة الفجر صباح أول أمس السبت.

 

 

قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف «المصلي» بـ 3 صواريخ متتالية مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 من المصلين، وأصابة أكثر من 150 آخرين من الذين كانوا يستعدون لأداء صلاة الفجر فى «المصلي» التابع لمدرسة تؤوى نازحين جاءوا إليها امتثالا لأوامر الجيش النازى الإسرائيلى بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق بعينها ومن بينها هذه المدرسة.

صور مجزرة الفجر مرعبة، حيث أظهرت الصور ومقاطع الفيديو دمارا كبيرا، وجثثا محترقة، وأشلاء متناثرة، ورءوسا مفصولة، وأجسادا تحولت إلى قطع صغيرة متناثرة، مما أدى إلى تحويل «المصلي» إلى بركة من الدماء والأشلاء.

سلوك همجى وإرهابى ووحشى ليس له نظير، وسط صمت عالمى، وتخاذل عربى، وهو ما ساعد على توهج واتساع موجات التطرف الإسرائيلية، وبدلا من أن تكون دعوات الإبادة للشعب الفلسطينى سرا، أصبحت تلك الدعوات علنية الآن من الحكومة الإسرائيلية، أما الإدارة الأمريكية الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلى، فهى تقول الشيء، وتفعل عكسه تماما، حيث تدعو إلى التهدئة، وفى الوقت نفسه تمد إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة ومعدات، وتنتقد سيمويترتش وزير المالية الإسرائيلى المتطرف، ثم تسمح بدفعة مساعدات ومنح مالية للخزانة الإسرائيلية بلغت نحو 3 مليارات دولار دفعة واحدة خلال الأسبوع الحالى فى إطار تدفق مفتوح ولا نهائى من الخزانة الأمريكية إلى الخزانة الإسرائيلية.

مذبحة صلاة الفجر فى غزة ليست أولى المذابح، وللأسف لن تكون آخر المذابح طالما ظل الصمت العربى، والتخاذل الدولى، والحماية الأمريكية الدائمة والمستمرة للاحتلال الإسرائيلى، والاكتفاء بازدواجية الأفعال.

منذ اندلاع الأزمة الحالية فى غزة، كانت مصر حاضرة وبقوة، وبذلت ولا تزال تبذل أقصى جهد ممكن لوقف نزيف الحرب، وتنبهت مبكرا للسيناريو الإسرائيلى الذى يستهدف تهجير الفلسطينيين من غزة، وتحويلها إلى مستعمرات إسرائيلية جديدة، ومصر الآن المتضرر الأكبر من الحرب، لكن للأسف الشديد العرب فى أسوأ حالاتهم، فهم يكتفون بالحد الأدنى من المواقف فى الوقت الذى لا ينفع فيه سوى الحد الأقصى وربما أكثر من ذلك، وربما يكون الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية أمام محكمة الجنايات الدولية خير شاهد على ذلك.

Back to Top