فى القناطر الخيرية
نشر بالاهرام الخميس 14-10
فى القناطر الخيرية
القناطر الخيرية من أحب الأماكن إلى نفسى، لأنها ظلت، لفترة طويلة من العمر، المتنفس الدائم لى، ولأقرانى من القاطنين فى المناطق القريبة منها.
كانت هى الوجهة ــ ربما تكون الوحيدة- لنا فى المناسبات، والأعياد، والإجازات، لأنها الأقرب، والأرخص، ولم نكن نعرف غيرها سوى بعض المناطق الأثرية الأخرى، مثل الأهرامات، وحديقة الحيوان.. وبعض الحدائق العامة الأخرى.
جالت هذه الذكريات فى عقلى، وأنا فى طريقى لحضور ندوة الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، والتى قام بتنظيمها الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام.
فى الطريق إلى القناطر، تجد المفارقات، فهناك مشاتل الزهور، والنباتات الجميلة، إلا أنه، للأسف، تجد بجوارها كتلا أسمنتية قبيحة.
ما حدث فى الأرض الزراعية تكرر فى النيل، فهناك مساحات مفتوحة رائعة الجمال، وأخرى مغتصبة، استولى عليها بعض الأفراد لبناء قصور، وفيلات، وكافيتيريات.. وأيضا مساكن عشوائية.
عقود عديدة من الإهمال، والتراخى، نتج عنها كل هذه «اللخبطة»، و«العشوائية» فى الأراضى الزراعية، وعلى ضفاف النيل.
ذهبت إلى الموعد المحدد، وكانت المفاجأة أن الدكتور محمد عبد العاطى، قرر عقد الندوة فى حديقة «لؤلؤة الشرق»، بعد تحديثها، وتجديدها، وإعادة تطويرها.
الحديقة أكثر من رائعة، وبها مجموعة من الأشجار النادرة، من بينها أشجار ترجع إلى عصر محمد على، بعد أن نجحت وزارة الرى فى الحفاظ عليها حتى الآن.
تطوير الحديقة أضاف لها رونقا خاصا، ورائعا، أعادنى سنوات طويلة إلى الوراء، حينما كانت تلك الحدائق قبلة الزائرين من سكان مصر فى المحافظات المختلفة.. وللحديث بقية.